السلام عليكم ورحمة الله و بركاته و بعد: لي صديقة، وأظنكم تعلمون ما أقصد، فأنا أحبها وتحبني وأخرج معها وتخرج معي، وأنال منها ما يمكن أن ينال باسم الصداقة، ولكني أخاف إذا صمت وصليت في شهر رمضان أن أحرم من المغفرة بسبب هذه الصداقة، ففكرت أن أقطع علاقتي بها في شهر رمضان على أن أعود إليها بعد العيد حتى لا يضيع علي الصيام والعبادة، فما رأيكم في ذلك؟يقول الشيخ حامد العطار : أخي المسلم السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بك، وشكر الله لك ثقتك بإخوانك في شبكة "إسلام أون لاين.نت"، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا أهلا لهذه الثقة، وأن يتقبل منا أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وألا يجعل فيها لمخلوق حظا،...آمين... ثم أما بعد:يقول الله تعالى مبينا صفات عباده المتقين (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران: 135).فانظر إلى قوله تعالى: (وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) فهذا شرط في التوبة، أن يطلع الله على قلبك فلا يجد فيه إصرارا على المعصية، أما من يطلع الله على قلبه فيجد فيه عزما على أن يعصي بعد الإفطار، أو أن يعصي بعد رمضان، فهو عبد لم يحقق التوبة، وسائر مع الغاوين.ألا فاعلم أن شهر رمضان فرصة للتخلص من الذنوب ، وفرصة للتخفف من الخطايا، وحط الذنوب، فهو شهر التوبة والمغفرة، والتوبة والأوبة والإنابة إلى رب العالمين.وقد أرسل الله عز وجل سيدنا جبريل إلى نبيك محمد صلى الله عليه وسلم لمهمة خطيرة....... هذه المهمة أن يدعو على طوائف ثلاث، ومن تمام المهمة أن يطلب من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يؤمن على دعائه.فقد روى ابن حبان في صحيحه من حديث مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: (صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فلما رقي عتبة، قال آمين ثم رقي أخرى فقال آمين ثم رقي عتبة ثالثة فقال آمين، ثم قال: أتاني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله فقلت آمين.قال: ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله فقلت آمين،قال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله قل آمين فقلت آمين).فليحذر كل من يريد أن يعبث بفتاة ويصادقها من هذا الدعاء، وإلا فليعلم أنه مدعو عليه من زمان وزمان، والداعي هو جبريل، والمؤمن عظيم هذه الأمة سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.إن رمضان فرصة لما هو خير لك، ألست تريد أن تكف عن الحرام في رمضان خوفا من الله وإشفاقا من عذابه وحرصا على سلامة صيامك وعبادتك في هذا الشهر؟، إن معنى هذا أن هذه المعصية تؤرقك، معناه أنك تستشعر خطرها، وتود لو أنك سلمت منها، وتخلصت من آثارها، ولكنك قد سيطر عليك عقلك بأن هذا صعب عليك، ألا فأبشر فإن رمضان فرصة لأن تطلب ممن يقدر أن يعينك على ترك ما لا تقدر، والقدير وعد بالإجابة فلماذا لا تطلب منه العون!!يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر". ويقول" ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء".وختاما؛نسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يفقهك في دينك، وأن يعينك على طاعته، وأن يصرف عنك معصيته، وان يرزقك رضاه و الجنة، وأن يعيذك من سخطه والنار، وأن يهدينا وإياك إلى الخير، وأن يصرف عنا وعنك شياطين الإنس والجن إنه سبحانه خير مأمول .. وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...