الكل يتهيأ لرمضان، الأسواق الكبرى تتنافس من أجل تقديم أسعار خاصة على عصير الفيمتو، بعضهم يضع عشر عبوات ويضع إعلانا كبيرا أن سعر العبوة بريالين حتى نفاد الكمية. ومن المؤكد أن الكمية ستنفد سريعا ومع ذلك سيتدافع الناس للحصول على العبوة. البعض الآخر يعلن أنه يقدم ورق السمبوسة هدية لمن يشتري كيلو من اللحم المفروم، ... إلخ. في المقابل يبدو أن هموم الناس لدينا تتمحور حول تكديس المشتريات، وتتبع ما تعلنه الفضائيات من برامج ومسلسلات سيتم عرضها في رمضان. وجبة رمضان الغذائية والترفيهية تمثل منتهى أمل وطموح كثيرين. ثمة وجبات أخرى أهم من طريقة تحضير الشوربة بشكل جديد، لكن يبدو أن هذه الوجبات غائبة عن الأذهان. من تلك الوجبات أو الواجبات إن شئتم، أن يحاول الإنسان أن يستفيد من هذا الضيف في التعود على عادة حميدة يتمنى أن يكتسبها، مثلا أن يسعى للتخلص من عادة التهام لحوم وأعراض الناس، وبعض الناس لا يمكن أن يعيشوا دون نميمة، أو أن يحاول أن يتعلم أن يكون صادقا، وأن يقلل من عدد كذباته اليومية، خاصة الكذبات السوداء التي تسبب الضرر للآخرين. لا بد أن يتذكر البخيل أن تخلصه من عادة البخل سينعكس عليه، ذلك أن حياته ستتوقف ذات لحظة وستنتقل ثروته إلى سواه ممن سيبددها وهو يدعو عليه، لأنه كان بخيلا.. كل عام وأنتم بخير.