يرسم لها مستقبلا زاهرا وحياة سعيدة ويعدها بليلة رائعة تزهو فيها بثوبها الأبيض كأجمل صبية، ثم بعد أن تملكه قلبها وأعز ما لديها يطمع في المزيد منها فإن لم ترضخ له فضحها وأحال أيامها إلى هم وحزن، هذا هو حال بعض فتياتنا للأسف مع معدومي الضمير والإنسانية من المبتزين.ماذا دفعهن لأن يقعن في شراك هؤلاء المجرمين؟، إنها أسباب عدة ومنها الرغبة في الزواج والاستقرار الأسري والنفسي، فمنهن من فاتها قطار الزواج وأصبحت عانسا، مع تحفظي الشديد على هذا المسمى المليء بالكآبة والقنوط، ومنهن من لم تزل في عمر الزهور ولكن شبح العنوسة يتراءى لها كل صباح عندما تشاهد شقيقتها الكبرى تندب حظها العاثر في الزواج، ولم يجد هؤلاء الفتيات طريقا للبحث عن شريك العمر إلا اللجوء لمواقع التواصل الاجتماعي ولمواقع الزواج بالإنترنت التي لا يعرف من هم أصحابها، فيقعن في براثن ذئاب بشرية كما حصل قبل أيام قليلة مع المبتز الذي أغوى مائة وأربعين فتاة ومن قبله حقير آخر ابتز مئات الفتيات.تجاوز الفتيات لسن الزواج والإنجاب سيصل لعدة ملايين في سنين قليلة، يوازي هذه المشكلة شباب بلا عمل أو بلا رغبة في الزواج مطلقا أو شباب آخرون يرغبون في الزواج من خارج الوطن تفاديا لارتفاع تكاليف الزواج بالداخل.نحن يا سادة أمام مشكلة معقدة متعددة الأسباب ولكن حتما يوجد لها حلول إذا وجدت الرغبة والنية الصادقة والحس الوطني والإنساني.لماذا لا تؤسس هيئة لتشجيع الزواج ومحاربة عنوسة الشباب والشابات تشرف عليها ويشارك فيها وجهاء البلد ومفكروه وعلماؤه وتجاره ويجعل لها صندوق لجمع التبرعات والهبات والمنح.يندرج تحت هذه الهيئة قنوات رسمية لاستقبال طلبات الزواج من الجنسين تكون بطرق سرية وتوثق بحضور صاحب الطلب أو وكيله الشرعي. ثم إذا حضر التوافق بين الطرفين تبدأ عملية الدعم المادي غير المسترد للزواج مقترنا بمحاضرات توعوية عن تكوين الأسرة الهادئة والمطمئنة لتقليل حدوث الطلاق لا سمح الله.وفي الختام نحن بأمس الحاجة لأفكار مبتكرة لعلاج هذه المعضلة صونا لأبنائنا وبناتنا، وإنني على يقين أن الوطن العزيز لا يخلو من رجال عظماء سيسعون لبلورة وصقل وتنفيذ مثل هذه المبادرات.. * نقلاً عن صحيفة "عكاظ" الخميس 15 محرم 1434 (29 نوفمبر 2012).