عندما أتحدث عن قضية اجتماعية فأنا أتحدث عنها لأخرج برؤى وحلول لكثير من قضايا المجتمع خصوصاً فئة الشباب، فعملي الوظيفي كمعلم وكإمام وخطيب لجامع السعادة بجدة منذ أكثر من 28 عاماً، ومأذون شرعي لإجراء عقود الأنكحة الشرعية.. كل هذه المقومات جعلتني أجيبكم لأروي قصة إن لم تكن قصصاً من الواقع الأمر الذي أكسبني خبرة حياتية عملية. هذه كانت بداية ومدخلاً للحديث مع المأذون الشرعي أحمد العُمري الذي يمارس مهنته كمأذون شرعي وداعية ومصلح لذات البين، نتحدث معه عن جملة من الموضوعات يدلي بها تباعاً من خلال الآتي: **** رؤية لتنوير الشباب إن اهتمامي ينصب أولاً في الدعوة إلى الله {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}.. هذا هو شعاري الأمر بالمعروف ومساعدة الناس ومنهجي في الدعوة إلى الله هو الوسطية والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} كما هو منهج المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا هو أساس الدين والتّعامل مع الناس بالحكمة والموعظة الحسنة. تأخُّر سن الزواج وتحدث العُمري عن موضوع تأخُّر سن الزواج عند كثير من الشباب فقال: وعندما أتحدث عن سن الزواج فإن متوسط سن الزواج عند الشباب قد تأخر كثيراً مع غلاء المهور وزيادة الطموح عند الشباب والفتيات لما يرونه في الفضائيات من رفاهية دائمة فيتمنون مثلها.. لذا فإن الزواج للشاب يجعله يفكر كثيراً قبل أن يتلقى أي فكر تخريبي، وأنا قرأت عن حياة أحد المخربين ووجدت أن أغلبهم من الشباب صغير السن الذي من السهل التغرير بهم، ولعل خير شاهد على هذا أولئك الشباب الذين هم في سن الزهور نجدهم كل يوم في تخريب وتفجير في جزء من بلادنا الغالية بلاد الحرمين الشريفين.. ولو كانت عند هذا الشاب أسرة متمسكٌ بها لَفَكّر فيها وانشغل بها وبحث عن عمل يفيد به نفسه وأسرته ومجتمعه. وقد فكرت في مشروع تحاورت فيه مع عدد من المشايخ وطلبة العلم بإنشاء مشروع تحت مسمى (إعفاف للاستشارات الأسرية)، وقد بدأ نتاج هذا المشروع في عدد من الجمعيات الخيرية ولجان العفو وإصلاح ذات البين، لكننا بحاجة إلى المزيد منها بعقد الدورات التدريبية للشباب والفتيات في شؤون الأسرة وتطوير الذات. ومن الناحية العلمية فأنا الآن أعد لمشروع يفيد الشباب والفتيات من أمتنا، وذلك بتحصينهم وإعفافهم بالزواج الشرعي، لأن ذلك سيحل كثيراً من المشكلات والعقبات التي تعتري شبابنا. زواج المسيار وعن زواج المسيار قال: بكل أسف سموه بغير اسمه مما زاد النساء منه نفوراً لسوء نظرة الرجال إلى هذا الزواج مع أنه كان موجوداً منذ القدم وهو زواج شرعي صحيح مستوفٍ لجميع شروط النكاح وأركانه وإنما يُبنى هذا الزواج بالتعاون بين الزوجين والتفاهم فيما بينهما بأن تتنازل المرأة عن بعض حقوقها كالمبيت أو النفقة أو السكن ومتى ما طالبت المرأة بحقوقها فإن ذلك حق مشروع لها.. وأدعو الرجال والنساء ومن كان له ظروف لا تسمح له بإعلان زواجه أن يبادر إلى زواج المسيار، وأنا كمأذون شرعي أدعو الجميع عبر جريدة الجزيرة إلى تيسير أمور الزواج بأنواعه كلها، وهناك كثير من الطلبات التي استقبلها من جميع أنحاء المملكة لزواج المسيار من الرجال والنساء الراغبين في هذا الزواج للظروف التي يواجهها الزوجان ويكثر هذا الطلب من الرجال المتزوجين من الموظفين أو رجال الأعمال ممن تزيد أعمارهم على 30 عاماً خصوصاً من الرياض والمنطقة الوسطى والمنطقة الغربية كجدة ومكة والطائف ثم المنطقة الجنوبية كأبها والخميس والباحة. وتقل الطلبات من شمال المملكة العربية السعودية ومن المنطقة الشرقية ويكثر طلب النساء الراغبات في زواج المسيار من النساء الأرامل والمطلقات وممن لديهن أطفال ومن تجاوزت أعمارهن الأربعين عاماً ومنهن أبكار بلغن الخمسين عاماً، ولم يتزوجن ومعظمهن من الموظفات العاملات كالمعلمات والطبيبات وسيدات الأعمال وكذلك ربات البيوت، والذين يتقدمون بطلب الزواج في هذا الخصوص من الرجال معظمهم من أصحاب الأعمال المتعددة ومن له عدة سفرات متنقلاً ما بين مدينة وأخرى أو دولة وأخرى أو قد يكون للرجل مع زوجته خلاف عائلي أو ظروف خاصة به ولا يريد أن تطلع زوجته الأولى عليها حتى لا تتفاقم المشكلة فيلجأ الرجل إلى زواج المسيار، فالمرأة والرجل يريد كل منهما أن يحصِّن نفسه بهذا الزواج الشرعي لظروفهما المشتركة، فيكون التعاون والتفاهم حلاً لكثير من المشكلات الاجتماعية، وحلاً لكثير من الخلافات الأسرية وبناء لأسرة وبيت جديد.