حذَّرت دراسة اجتماعية حديثة من انتشارِ ظاهرةِ العنوسةِ في المجتمعات العربية، مشيرةً إلى أن ثُلُثَ عدد الفتياتِ في الدول العربيَّة بلغن سنَّ الثلاثين دون زواج. وأشارت الدراسة التي أجراها مركز الدراسات الاجتماعية في مصر أن هناك نحوَ تسعةِ ملايين فتاة في مصر فاتهنَّ قطارُ الزواج، وأن نسبة الفتيات اللاتي تأخرن عن سن الزواج في قطر والبحرين والإمارات والكويت بلغت 35 بالمائة، فيما انخفضت هذه النسبة إلى 30 بالمائة في كلٍّ من اليمن وليبيا والسعودية . وأضافت أن النسبة بلغت 20 بالمائة في السودان والصومال، و10 بالمائة في سلطنة عمان والمغرب العربي ، و5 بالمائة في سوريا ولبنان والأردن، فيما بلغت واحدًا بالمائة فقط في فلسطين، لكن النسبة ارتفعت إلى أعلى معدلٍ لها وهو 58 بالمائة في العراق. وأكدت الدراسة أن العنوسة في الدول العربية أصبحت واحدةً من الظواهر الاجتماعية الجديرة بالدراسة للوقوف على أسبابها والتصدي لها؛ لانعكاساتها السَّلبيَّة على المجتمع ككل وما يترتب عليها من مشكلاتٍ أخرى. وأوضحَت أن الأزمة الاقتصادية تعدُّ من أبرز الأسباب التي أدَّت إلى تفاقم المشكلة، خاصةً في ظل ارتفاع تكاليفِ الزواج التي أصبحت فوق طاقة كثيرٍ من الشباب وانتشار حالات البطالة بينهم. وقدَّر أحدث تقرير رسمي صدر عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عددَ حالاتِ الطلاقِ في مصر بنحو ربع مليون حالة، فيما يصل عدد الأرامل إلى نحو مليونين وربع المليون، من بينهم مليونان من الإناث والباقي من الرجال، مما يدل على أن الرجال يفضِّلون الزواج مرةً أخرى بعد وفاة الزوجة فيما تفضِّل الزوجةُ عدمَ الزواج مرةً أخرى. وكان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء قد كشف عن زواج (532) سيدة تحمل شهادةَ الدكتوراة من أُمِّيٍّ ، وهي ظاهرة غريبة يجب التوقف عندها ، فهل باتت ظاهرةُ العنوسة خطرًا على مبدأ الكفاءة الاجتماعية ؟ أم أن هناك أسبابًا أخرى تبرر هذا الرقم!! خُبراءُ يحلِّلون ظاهرةَ العنوسةِ يرى الخبراء أن لفظ عانس يمثل إهانةً لا تُغتَفَر ، ويجب ألا تسمحَ بامتهان أنوثتها . ويبيِّن الخبراء أن من أسباب هذه الظاهرة هو غلاء المهور والأزمة الاقتصادية وانعدام فرص العمل وكثرة عدد الفتيات بالنسبة إلى الشباب . لا لكلمةِ "عَانِس" في البداية قالت نجلاء محفوظ ، استشارية اجتماعية: إن نظرة المجتمع للفتيات التي تأخر سن زواجهن فيها إجحاف لهن، وكذلك إطلاق لفظة العنوسة عليهن، فأنا " أمقت " هذا اللفظ لأنه يمثل إهانة لا تُغتَفرُ لفتيات حُرِمنَ من نعمة ما ، فقد كرَّم ربي كل البشر فلا يحق لأي مخلوق إهانةُ أي مخلوق . وتضيف نجلاء أن نسبة العنف الذي تتعرض له الفتاة التي تأخر زواجها يأتي معظمه من الفتيات والنساء؛ حيث تتعرض للمعايرة من بنات جنسها أو لرفض تقدم شاب من الأسرة، والرفض يأتي من قِبَلِ أمِّهِ أو أختِه، ولذا يجب مطالبة بنات حواءَ بالاتِّسَامِ بالرحمة لمن تأخر زواجها، وأتمنى كل الود والاحترام ،وأن ترفض كل فتاةٍ تأخر زواجُها لقبَ عانس وألا "تزرعه" في عقلها أو قلبها حتى لا تتصرف وَفْقَ هذا الزرعِ الشيطانيِّ . أنَا غَالِيةٌ وتقول نجلاء إن ما يؤلمها هو رؤيةُ فتاة رائعة وهي تتصرف بعصبية ،فأنا أتفهم بالطبع وضعها ولكني أتألم لاستسلامها، وأُنبِّه كل فتاة قائلة :ارفعي رأسك عاليًا ،تنفسي بالثقة بالنفس، قولي لنفسك يوميًّا "أنا غالية" ولن أسمح بامتهان انسانيتي وسأتمتَّع بكل المباهج المشروعة بالطبع في الحياة وأُحسِنُ احترامَ نفسي وأحبها بعمق وأقوم بأدواري في الحياة كابنة وأخت وصديقة وخالة وعمة ،أقوم بعمل تطوعي وأعيش بتفاؤل وإشراق داخلي ،إلى أن يختار الله لي الأفضل دائمًا، وأنني سآخذ نصيبي المقدَّر في أسوء تقدير بمشيئة الرحمن، وأتحلى بالإشراق الداخلي والتفكير بإيجابية في كيفية جعل كل تفاصيل حياتي اليومية أفضل، ولن أؤذيَ نفسِي لأني حُرِمتُ من الزواج، وسأتذكر دائمًا "ليس مهمًّا متى أتزوج، لكنَّ المهمَّ متى أتزوج زواجًا ناجحًا حتَّى لا أنضمَّ لطابور الزوجات التعيسات أو المطلقات". وأشارت نجلاء أنها لا ترفض زواج صاحبة المؤهل العالي بمن هو أقلُّ منها بعض الشيء ،ولكن بشرط ألا تشعر أن هذا تنازل منها؛ حتى لا تعيش بين أمرين ، أن تعيش في مرارة أنها "اضطرت" لهذا التنازل ، وإما انتظار زوجها بتعويضها عن هذا التنازل، ولن يحدث بالطبع، وليس لأنه سيئ، ولكنه توقَّعَ أنها قبلَت به ولا تساومه للحصول على مزايا أعلى . أَنوَاعُ العُنُوسَةِ أما الدكتور فتحي الشرقاوي- عالم النفس بجامعة عين شمس- يرى أن مسألة العنوسة مختلفة بعض الشيء فيما يدركه المجتمع؛ فهناك نوعان للعنوسة :عنوسة اختيارية وعنوسة إجبارية ، فالعنوسة الاختيارية أن الفتاة بعد التخرُّج تفضِّل إكمال دراستها التكميلية أو إقامةَ مشروعٍ تحقق به ذاتها، وبعد فترة تجد أن العمر قد مرَّ بها ووصلت إلى الثلاثين ولم تتزوج بعد، أما العنوسة الإجبارية فهي بقاء الفتاة في بيت أسرتها بعد إتمام دراستها. وأشار فتحي إلى أن ظاهرة العنوسة تختلف من مكان إلى آخر ومن مجتمع إلى مجتمع وكذلك حسب العادات والتقاليد ، وأن الحالة الاقتصادية والاجتماعية لها عامل مهم في تأخر سن الزواج، وتختلف فكرة العنوسة حسب المستوى التعليمي والعادات والتقاليد والمستوى الاجتماعي؛ ففي مجتمع الريف إذا بلغت الفتاة سنَّ العشرين اعتبروا أنها قد فاتها قطار الزواج ،ولكن في المدن نجد أن الفتاة في هذا السن ما تزال في التعليم . الأَزمةُ الاقتصاديَّةُ وظَاهِرةُ العُنُوسةِ ويؤكد الشرقاوي أنه بسبب تفشِّي هذه الظاهرة تلجأ بعض الفتيات للزواج بشخص غيرِ مؤهلٍ لها ، فالأزمةُ الاقتصادية قد بدَّدت أحلامها وكذلك ارتفاع المهور حيث يغالي فيها الأهالي بدون مراعاة ما يعانيه الشباب. وقد أَرجَعَ فتحي أسبابَ العنوسة إلى ارتفاع المهور والمغالاة فيها ، وارتفاع نسبة الفتيات عن الشباب ، وقلة فرص العمل ، وهذه الأسباب الثلاثة تؤدي إلى مشاكل أخرى ، ألا وهي : الزواج العرفي ، الانحراف الأخلاقي، العنوسة ، فنرى لو كانت الفتاة متمسكة بدينها فهي قادرة على حفظ نفسها ،ولكن لو كانت غير ذلك سقطت في براثن الزواج العرفي أو الانحراف الأخلاقي . وعند الحديث عن العانس يجب البحث عمَّن هي العانس ،هل من الريف أَمْ من المدينة ؟ فهناك فرق في العادات والتقاليد بين المدن والريف ، كما أن المستوى الثقافي يَفْرِق في سنِّ الزواج . عِلاجُ الظَّاهرَةِ في مَنْهجِ الإِسْلَامِ كما تناولَ الباحثُ برابطة الجامعات الإسلامية أحمد سليمان ظاهرةَ العنوسة والعلاج في منهج الإسلام قائلًا : إن العنوسة مشكلةٌ معقدةٌ ومتشابكةٌ وحسَّاسة للغاية ، والحديث عنها حديث مؤلم, لأنها تعدُّ من أهم وأخطر المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها مجتمعاتنا المعاصرة، فأمستْ تؤرِّقُ الناس على اختلافِ مستوياتهم . وبالرغم من ذلك فإنها لم تحظ بالاهتمام اللائق من الحكومات أو المؤسسات المعنيَّة، حتى وصلت نسبتها إلى أرقام خياليَّة يقف الإنسان أمامَها في ذهول، الأمر الذي يتطلب منَّا جميعًا جهودًا مُضنِيَةً ومخلصةً لعلاجها. وهناك أسبابٌ اجتماعية واقتصادية وقانونية ونفسية تضافرت لتُكَرِّس مشكلة العنوسة ، أهمها : غيابُ الوعي الدينيِّ وضعفُ التربية الدينيَّة السليمة، فالمدقق لأسبابها يجد أنها ناجمة عن البعد عن المعايير الدينية الحاكمة للفكر والسلوك والتربية الإسلامية الصحيحة، حيث أدَّى ذلك إلى تراجع كثير من الاعتبارات الأخلاقية وانتشار الرذيلة، الأمر الذي أدى إلى زيادة معدلات العنوسة ،وتعد البطالة من أهم مُكرِّسات هذه المشكلة ؛لأنها تعطِّل الطاقات وتقضي على الآمال، ومنها يتولَّد الهمُّ والفقر والذل والحقد والحسد. البُعدُ عن القِيَمِ والأَخْلاقِ كما تُسبِّب الخروجَ على قوانين المجتمع وأعرافه والعداء للقيم والأخلاق ؛لأن ارتفاع معدلات البطالة في أيِّ مجتمع يعني إغلاق باب الأمل أمام الشباب لبناء أسرة ، الأمرُ الذي يؤدي إلى مزيد من العزوف القهري والإجباري عن الزواج، وللأسف صاحَبَ ذلك مغالاةٌ في المهور وتكاليفِ الزواج، وتغيرٌ في أنماط الاستهلاك وتَحوُّلُ الكماليَّاتِ إلى ضروريَّاتٍ لا يجوز التنازل عنها ، وأزمة السكن ، وتقصير الدول في مساعدة الشباب الراغب في الزواج ، وجفاف العلاقات الاجتماعية ، وأيضا بعض العادات التي تُكرِّس العنوسة مثل أن البنت لا تتزوج إلا من ابن عمِّها، ورفض بعض المجتمعات لفكرة تعدد الزوجات وانحسار طرق الزواج التقليديَّة وتيسير طرق الارتباط بغير زواج خارجَ البيت ، حتى صارت هذه الأمور شيئًا مألوفًا وهجرة الشباب خارج البلاد، وتعرض أحد الطرفين لأسباب نفسيَّة أليمة ،أو معايشة نماذج من الأُسَرِ الفاشلة أو التعَنُّس بسبب الطموح أو الخوف وتأمين المرأة لأحوالها الماديةِ والمعيشيَّةِ ، وللأسف كان لتعليم الفتاةِ دورٌ كبيرٌ في نُشُوء الظَّاهرةِ. عِلاجُ ظَاهرَةِ العُنُوسَةِ مَسئُوليَّةُ مَنْ ؟ ويرى الإسلامُ أن علاجَ العنوسةِ ليس مسئوليةَ فردٍ أو حكومةٍ أو مؤسسةٍ وحدَها ، بل مسئولية الآباء والأمَّهات ومسئوليَّة الرؤساء والحكومات ورجال الدين ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات والأحزاب والمؤسسات الخيرية والتربوية والبحث العلمي والجامعات ووسائل الإعلام التي يجب أن تتعامل مع هذه المشكلة بإيجابية.. إنها مسئوليةٌ جماعيةٌ.. فإذا أردنا علاجَ العنوسة فلا بد من عمل المؤسسات المعنيَّة ووضع استراتيجيَّةٍ تكامُليَّةٍ طموحةٍ لعلاجِها، وإلا فما تقومُ به مؤسسةٌ لعلاجها قد تُقَوِّضُه وتهدِمُه مؤسسةٌ أخرى. عَصْرٌ لَمْ يَعرِفْ هذهِ الظَّاهرةَ إن الناظرَ في تاريخ الحضارة الإسلاميَّة في عصورها الزَّاهرة يلحظُ أن هذه الظاهرةَ لم يعرفْها المجتمعُ المسلمُ المتمسكُ بمنهج الله تعالى، ففي عصر النبي صلى الله عليه وسلم وما تلاه من عصور كان الزواج ميسورًا ، فالفتى يتزوج بما يقدر عليه من مهرٍ.. والفقيرُ يتزوج حتى لو كان المهر خاتمًا من حديد ، وهو كناية عن أن المهر يجوز بأقل الأشياء ـ بل كان الرجل يتزوج المرأة الشريفة بما يحفظه من كتاب الله، وكفى بهذا المهر شرفًا وسؤددًا.. لقد رسَّخ النبي صلى الله عليه وسلم مبدأَ تيسير الزواج, ودعا إليه، وجعل المعيار الأساسي في الزواج الدين والأمانة والتقوى وليس الغنى والثراء.. وقد أرسى صلى الله عليه وسلم هذه المبادئ نظريًّا بأقواله الشريفة التي تملأ ربوع الدنيا نورًا ونورًا.. وأرساها عمليًّا وتطبيقيًّا بتزويجه عليَّ بن أبي طالب( الفقير) من ابنته السيدة فاطمة رضي الله عنها على درع تسمى الحطيمة، وكان في مقدوره صلى الله عليه وسلم بإشارةٍ واحدةٍ من أصبعه الأصغر ـ أن يزوجها بأغنى الرجال.. وقد سار الصحابة والسلف الصالح على نهجه المبارك في تيسيره في أمور الزواج ، بل كان الرجل يعرض أحيانًا ابنته للزواج من الأكِفَّاءِ من دون خجل، كما فعل عمر بن الخطاب مع ابنته حفصة ـ حين تأيَّمت ـ وعرضها على أبي بكر وعثمان فسكتا ثم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ،وهكذا كانت أمور الزواج سهلةً وميسَّرة. والإسلام وهو يؤسس لقاعدة الزواج جعل المعيار الأساسي هو دين الشخص وخلقه وأمانته ، وشدَّد صلى الله عليه وسلم على ضرورة اتِّباعِ هذه الأسس وعدم مخالفتها ، لتحقيقِ سعادة الفرد والمجتمع وتحصيل السعادة الأخروية. وقد أردنا أن نضع الأمثلة السابقة أمام بصر ونظر الآباء والأولياء ، علَّهُم يتعلَّمون منها ، ويتركون العاداتِ المنَفِّرة من الزواج المتوارثَةَ عبر الأجيال.. فإن المتأمِّلَ لمنهجِ الإسلامِ في علاج العنوسةِ يجد أنه عالجها علاجًا نهائيًّا ومتوازنًا ومتكاملًا في عدة جوانب : الأول : أنه عاقب عقوباتٍ صارمةً على العلاقات غير الشرعيَّة، وحرمها تحريمًا قطعيًّا ، ومن ثَمَّ لا يكون أمام الشباب ـ لإشباع غرائزهم ـ إلا الطريق الحلال. الثاني: أنه أوجب الزواج إيجابا شرعيًّا للقادرِ عليه، عصمةً له ولزوجتِه، وحفاظًا على النسل المسلم، كما جعله يدور حول الأحكام التكليفيَّةِ الخمسةِ، بل إن الزواج عند بعض الفقهاء كابن حزم يعَدُّ واجبًا، وهذا الوجوب يعني أنه على كل إنسان أن يتزوج بامرأة ، وعلى كل امرأة أن تتزوج برجل، حفاظًا علي الكيان الأخلاقيِّ والأُسَريِّ. الثالث: أنه سهَّلَ طُرُقَ الزواجِ ، فالرسولُ صلى الله عليه وسلم يقول: ( إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ..) وهذا يعني دعوةً إلى الآباء بألا يُغالُوا في المهور، وألا يتعسَّفوا في الشروط ،وعليهم أن يعلَموا أن الخيرَ والبركةَ في التوفيق ما بين الزوجينِ في طريق أحلَّه الله ، وليس في الأشكال والصور والاحتفالات والأجهزة وغير ذلك ، بل إنه جعل المؤسسة الزوجيَّة تقوم علي التراحم والتعاطف ،وليس علي الشكل المادي أو مصادر الغنى والثراء، ومن ثَمَّ يجب على أصحاب القدوة من الأمراء والأثرياء والعلماء والتجَّار ورجال الدين وغيرهم أن يكونوا مضرب الأمثال في تيسيرِ أمور زواج بناتهم ومن يتوَلَّوْن أمرهم، بحيث يكون ذلك مبادرة طيبة منهم، لكي يحذوَ عامةُ الناس حَذْوَهم ويقلدوهم ، ويتخلص المجتمع تدريجيًّا من التفاخرِ في البذخ وسائر العراقيل التي تصرف الشباب عن الزواج.. الرابع: أنه فتح أبوابًا كثيرة لإعانةِ المسلم على الزواج، فالدولة تعينه والأهل يعينونه، والمجتمع كلُّه يتضافرُ حول حماية مؤسسة الزوجيَّة من الانهيار. الخامس: إباحة التعدد بضوابط تجعل منه وسيلة عمليَّة للمساهمة في حل مشكلة العنوسة مع استقرار الحياة الزوجية وفي النهاية أقول: إن انعكاساتِ العنوسةِ السلبيَّة ليست مقتصرةً على الفتاة أو الأسرة بل تتعداها إلى المجتمع بأسره، لأنها تهدد استقرارَه، وتقوده إلى العجز عن النمو والتجديد والابتكار، ولا أبالغ إن قلت إن قضية العنوسة وما يترتب عليها قضية أمن اجتماعي يجب أن تتضافر جهود الجميع للعمل على حلها وعلاجها علاجًا جذريًّا ونهائيًّا.