1- خاطبة: 90 % من طالبي التعدد يفضلون المسيار. 2- علماء الدين: جائز بشرط الولاية والإيجاب والقبول والإشهار. 3- مواقع الزواج الإلكترونية تعلن عن توفير زوجات مسيار.1- المعارضون: يهدر الحقوق الشرعية للمرأة والأبناء.2- يثير مشاكل اجتماعية.. ويتنافى مع ضرورة إشهار الزواج.3- المؤيدون: باب رحمة لكثير من النساء.. ويحمي الشباب من الانحراف.مازال زواج المسيار يثير جدلاً فقهياً واجتماعياً في المجتمعات العربية الخليجية، وسط كم هائل من فتاوى الفضائيات التي تثير الذوابع كل فترة حوله.وكشفت اتصالات عدد من الشباب ببعض برامج الفضائيات عن وجود هذا النوع من الزواج بشكل سري وغير معلن، بما يصعب معه رصد الظاهرة، في الوقت الذي يحذر فيه علماء الاجتماع من استغلال بعض مواقع الزواج الإلكترونية للترويج لزواج المسيار وتوفير مطلقات وأرامل يوافقن على زواج المسيار مقابل مبالغ يتم تحصيلها على الباحثين عن المتعة المؤقتة بغطاء شرعي.وكشفت بعض النساء العاملات في مجال تزويج الفتيات والمطلقات والأرامل عن وجود طلب كبير من بعض الشباب العربي والخليجي المغترب للدراسة على زواج المسيار، في الوقت الذي ترفض فيه غالبية النساء الباحثات عن زواج هذا النوع من الزواج لما يخلفه من مشاكل اجتماعية وقانونية كبيرة.وظهر زواج المسيار وطرح نفسه بشكل قوي في عدد من البلاد العربية كوسيلة شرعية للحد من وجود مشاكل العنوسة، إضافة لكونه حلاً لإعفاف كثير من المطلقات والأرامل، والنأي بهن جميعاً عن الانحراف، لكنه رغم ذلك مازال يحظى برفض مجتمعي خاصة في البيئة الخليجية.يحذر المعارضون من المشاكل الاجتماعية الناتجة عن زواج المسيار، حين يرى المؤيدون أنه حل لكثير من المشاكل التي يعاني منها المجتمع.الراية رصدت آراء الشارع القطري ورأي علماء الدين وكيفية مواجهة المشاكل الاجتماعية التي تدفع البعض لزواج المسيار.يؤكّد يوسف إسحاق رفضه لزواج المسيار، لأنه يؤدي الى ضياع حقوق المرأة مثل النفقة والمهر، مؤكداً أنه لا يقبل به بالنسبة لنفسه أو أبنائه، لافتاً إلى أن هذا النوع من الزواج موجود ولكن بنسبة قليلة في المجتمع القطري.ويشير يوسف محمد العبيدي الى أن زواج المسيار فيه ظلم للمرأة وإهدار لحقوقها الشرعية، مؤكداً أن الآباء في المجتمع القطري لن يسمحوا بإقرار هذا النوع من الزواج، نافياً علمه بوجوده في المجتمع من عدمه.ويؤكّد محمد فرج أن السرية في زواج المسيار تتعارض مع الإشهار الذي يعد شرطاً رئيسياً في صحة الزواج، مؤكدا أن هذا النوع من الزواج مالم يتوفر فيه شرطا الإشهار والنفقة فإنه يكون بمثابة زنا مبطن. وقال: ظاهرة زواج المسيار بدأت في بعض الدول العربية الكبرى مثل السعودية ومصر، ثم بدأت تنتشر في البلاد العربية لأسباب منها تباعد الأماكن والهجرة.وأضاف: يصعب حصر نسبة زواج المسيار في قطر لأن ذلك الزواج بطبيعته قائم على السرية ، لافتاً لوجود حالات محدودة.وحذر من مشاكل يمكن أن تقع حالة إقرار هذا النوع من الزواج كإثبات النسب من زوج المسيار حال وفاته، على سبيل المثال.ويؤكّد عبد الرحمن محمد أن هناك حاجة مجتمعية لهذا الزواج كوسيلة مشروعة لإعفاف النساء والبعد بهن عن الانحراف لافتاً الى أنه يوافق العلماء والكبار الذين أقروا هذا النوع من الزواج كالشيخ ابن باز وابن عثيمين والدكتور القرضاوي، مشدداً على ضرورة توافر الشروط التي طرحها العلماء لصحة هذا الزواج.ويشير الى أن هذا النوع من الزواج ملائم للأرامل والمطلقات أكثر من ملائمته للفتيات، مستنكراً أنه وسيلة من قبل الرجال لاستغلال ظروف النساء الفقيرات، وسيحل مشاكل كبيرة في المجتمع، خاصة إذا وضعنا في اعتبارنا أنه أثبت نجاحاً في مجتمعات أخرى بدول عربية كالسعودية على سبيل المثال.وقال عبدالعزيز أحمد: إن زواج المسيار باب شرعي يمكن الدخول منه لحل بعض حالات الاحتياج وتحقيق الاستقرار الاجتماعي، مؤكداً أنه باب رحمة لكثير من النساء، مشدداً على ضرورة أن نعرف أن الحياة تختلف الآن عنها قبل 50 سنة.وأكّد أنه مع زواج المسيار إذا اتفق مع الشرع ومصلحة الطرفين دون وجود أي أضرار، موضحاً أن هناك حاجة إليه نظراً لأن هناك الكثير من العوانس والمطلقات والأرامل في قطر، وأن الزواج العادي لن يحل كل مشاكل أولئك النساء.وأشار إلى أن إتاحة زواج المسيار ستؤدي الى إعفاف من لم تستطع الزواج العادي، لافتاً إلى ضرورة التحقق من جدية المتقدم، وقدرة المرأة على تحمل تكاليف حياتها الشخصية.من جانبها كشفت أم خليفة " خاطبة" أن 90% من الرجال المتصلين يطالبون بزواج مسيار، وأغلبهم متزوجون ويريدون تعدد الزوجات دون تحمل مسؤولية الزواج ، مؤكدة رفضها التعامل في مثل هذا النوع من الزواج مطلقاً لأن هناك خلافاً فقهياً حول شرعيته ، كما أنه زواج سري يفتقد للإشهار ولذلك لا تقبل أي عائلة زواج ابنتها وفقاً لهذا النوع من الزواج.وعن حكم هذا الزواج من الوجهة الشرعية قال د. خالد هنداوي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: زواج المسيار جائز بضوابط وشروط ما لم يلحق ضرراً، أما إذا ثبتت علامات على ضرره فهو غير جائز، مؤكداً أنه إذا كانت نية الزوج هي دوام الزواج "التأبيد" فإنه وقتها يكون حلالاً بالقطع. وعن قناعته الشخصية يميل هنداوي إلى منع زواج المسيار سداً للذرائع، نظراً للتسيب والمفاسد التي تلحق به، كالسرية وعدم دفع التكاليف الواجبة على الرجل والنفقة، مشيراً إلى أن نتائج المسيار سيئة وضارة بالنسبة للرجل والمرأة.ويؤكّد الشيخ أحمد البوعينين إمام مسجد صهيب الرومي أن زواج المسيار جائز بشروط ، هي الولاية والإيجاب والقبول والشاهدان، مشيراً الى أنه يمثل الآن أكثر أنواع الزواج رواجاً، لافتاً الى وجود بعض المصالح فيه، حيث يغطي جزءاً كبيراً من عفاف الحاضنات - على حد تعبيره.وقال البوعينين إنه ضد زواج المسيار في حالة لم يكن فيه مودة ورحمة، أو في حالة عدم توافر الكفاءة التي تعد ضماناً لاستمرارية الزواج.وأوضح أن زواج المسيار يحل جزءاً من المشاكل الموجودة في المجتمع ويحد من الخيانات ويحمي المرأة من الانحراف، لافتاً الى ضآلة انتشاره في البيئة القطرية حيث تُعد حالات زواج المسيار الموجودة في قطر على أصابع اليد الواحدة - وفق قوله.من جانبه يرى د. طاهر شلتوت الاستشاري النفسي بمؤسسة حمد الطبية أن اتجاه الشباب الى زواج المسيار قد يكون محاولة منهم لحل المشاكل عن طريق استخدام الحيل النفسية، مشيراً إلى أن الإنسان عندما تواجهه أزمة يتجه لاستخدام الحيل الدفاعية دون أن يكون في نيته الكذب.وأوضح أن بعض الشباب يحاول الالتفاف على القواعد الفقهية الصحيحة ليصنع منها مخرجاً لرغباته عبر الارتباط بشكل غير مكتمل لتحقيق نزواته في أوقات معينة، حيث يأخذ الشباب الفكرة العامة ويطبقونها حسب رغبتهم دون أن يواجهوا أنفسهم. وأشار الى أن هناك أناساً لا يستطيعون حل أزماتهم بطريقة واضحة فيتجهون الى الالتفاف على الرخص الشرعية المحددة بطريقة تحقق لهم ما يرغبون فيه دون أن يشعروا بالحرج أمام أنفسهم.ويؤكّد د.عبد الكريم الأمير أستاذ علم الاجتماع بجامعة قطر أن زواج المسيار حل جيد لمشكلة مهمة هي تأخر سن الزواج والعنوسة، لافتا الى أن وصول المرأة لـسن 36 دون زواج يعد مشكلة إنسانية حقيقية، معربا عن اقتناعه بأن زواج المسيار لا يؤدي الى مشكلة اجتماعية، وانما هو بمثابة حل سليم لعدة مشاكل اجتماعية. وقال: أنا مع زواج المسيار شرط إجازته من العلماء، وتوثيقه قانونيا، والاعتراف به اجتماعيا.وأوضح الأمير أن تنازل المرأة عن بعض حقوقها بغرض إعفاف نفسها وهي في سن متقدمة أمر جيد، مشيرا إلى أن إقرار هذا الزواج سيكون وسيلة ناجحة للقضاء على الانحراف والبغاء وغيرهما من القضايا المجتمعية الخطيرة.