رغم ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن (الطلاق أبغض الحلال إلى الله)، فقد كثر الطلاق بين الزوجين في السنوات الأخيرة، وذلك إما لأن الشاب والفتاة لم يتكلفا أية مصاريف ودخلا الزواج لتجربة، أو لأن الحياة الوردية التي تكون في مخيلة الفتاة تتبدد مع ما يتطلبه الواقع المعاش من تضحيات ومودة ورحمة من الطرفين، فالحق سبحانه وتعالى يقول : (وجعل بينكم مودة ورحمة).هكذا بالنسبة لحديثي الزواج ونسبة الطلاق بينهم عالية، أما بالنسبة لمن أنجب وخلف البنين والبنات فإن المشكلة الكبرى لهؤلاء ضياع مستقبلهم بهذا الافتراق بين الوالد والوالدة، إلى جانب ما تعانيه الأسرة من مآس تنتج عن الطلاق الذي ارتفعت نسبته إلى أكثر من 35% من حالات الزواج.بل إن رئيس محاكم تبوك فضيلة الشيخ سعود اليوسف قال في شهر يونيو العام الماضي: إن زيادة نسبة الطلاق تجاوزت في الفترة الأخيرة سقف الـ 40% .وتقول «عكـاظ» فيما نشرته بالتحقيق الموسع في 17/3/1433هـ : يعد الطلاق المبكر واحدا من أكبر المشكلات الاجتماعية وأكثرها انتشارا بين شبان وشابات هذا الجيل حيث أفاد عدد من مأذوني الأنكحة في جدة بأنهم شهدوا حالات طلاق في مدة لا تتجاوز الـ 24 ساعة من تاريخ تسجيل وثيقة الزواج، وأن أكثر حالات الطلاق تحدث بعد انقضاء شهر العسل، وبينوا أن لهذه المشكلة أسبابا متعددة أهمها عدم استشعار كل من الطرفين للمسؤولية المتوجبة عليهما.معضلة لا بد للوالدين من معالجتها بتأهيل الشاب والفتاة بما يؤدي إلى استمرار الزواج بالمودة والرحمة دون التسرع في القرار أو إعطاء الفرصة لكائن من كان التدخل بينهما فقد ذكر وكيل كلية الشريعة والدراسات الإسلامية مدير مركز التنمية الأسرية التابع لجمعية البر الخيرية في محافظة الأحساء الدكتور خالد بن سعود الجلبي: أن نسبة الطلاق بلغت في منطقة الأحساء 20% وفي المنطقة الشرقية 18%، وفي منطقة الرياض 39%، وفي جدة 60% .. ويا أمان الخائفين.المصدر : صحيفة عكاظ