يلوم بعض حملة الاقلام من الكتاب والكاتبات بعض الفتيات اللائي يقبلن بزواج المسيار أو بالتعدد، ويصفون هن بأنهن بلا كرامة وأنهن متلهفات على النكاح غير مقدرات للعواقب الوخيمة لزواج المسيار على حياة المرأة نفسها وعلى اطفالها من بعلها «المسيّر» وأن أية امرأة تملك ذرة من الكرامة والعقل لا يمكنها قبول زواج المسيار إلى غير ذلك مما يقال ممن لا يعرفون الشوق ولا يكابدونه ويتكلمون في «البراح» وينامون في العسل!.وواقع الأمر أن مثل هذا التقريع المؤلم الذي يوجّه للمرأة التي تقبل بزواج مسيار أو بالتعدد، فيه ظلم اضافي لانسانة مسكينة قد تكون حولها ظروف قاهرة تضطرها للقبول بأدنى حد من حقوقها في الحياة لأن الظروف أقوى منها، ولولا ذلك لما قبلت بأقل من اترابها في هذا المجال -إن من بين الاسباب القاهرة التي تجعل المرأة تقبل بزواج المسيار الذي ليس فيه عيب شرعي أو خلقي وانما فيه تنازل عن بعض حقوقها في السكن والسكينة والمعاشرة، من بين تلك الاسباب ان بعض النساء يكن مطلقات وفي حلقهن اطفال تركهم البعل الأول، وقد يضاف الى ذلك كونهن من أسرة معدمة وأب فقير لا يستطيع تحمل نفقة ابنته المطلقة وقد عادت إليه «بكومة عيال» أو أن المرأة تكون بلا عائل لوفاة افراد اسرتها من اقارب الدرجة الاولى أو بعدهم عنها أو أن تجد المرأة نفسها في بيت اخيها غير مرغوب فيها من ربة الدار تعاملها أسوأ مما تعامل به الخادمة مع صمت وتغاضي اخيها عما يحصل!، أو تكون المرأة قد تقدم بها السن ولم يطرق باب ذويها ابن الحلال الذي طالما حلمت به، فترى في زواج المسيار صوناً لها من الفتنة والخطيئة لاسيما اذا كانت قادرة على الانفاق على نفسها ولديها شقة أو سكن يمكن ان يكون العش المختار لزواج المسيار فتحصل فائدة مشتركة من وراء هذا الزواج لها ولبعلها الذي يرغب في التسيير لظروف تخصه هو الآخر فتلتقي مصلحة الطرفين في زواج المسيار!.وما قيل عن زواج المسيار يمكن ان ينطبق في بعض جوانبه على التعدد عندما تقبل امرأة ما بأن تكون الزوجة الثالثة أو الرابعة في حياة بعلها وربما في سكن واحد مقسم بطريقة ما بين النساء الثلاث أو الأربع!!.أما المحاذير والنتائج غير الجيدة من وراء زواج المسيار على وجه التحديد وامكانية استغلاله من قبل بعض المتلاعبين بمشاعر المرأة وحياتها فهذا امر وارد طالما هناك انذال ساقطون في هذه الحياة ولكن مع ذلك كله فإن صاحبات الظروف الاجتماعية الخاصة يقبلن بمثل هذه المغامرة لعدم وجود فرصة افضل فلماذا نقسو عليهن ونقرّعهن دون النظر الى ظروفهن القاسية (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا).