كشفت دراسة أعدّتها وزارة التخطيط والاقتصاد أن عدد الفتيات اللاتي لم يتزوجن وبلغن سن الزواج وصل عددهن (1.529.418) فتاة في مختلف المدن السعودية وقد احتلّت مدينة مكة المكرمة النسبة الكبرى بوجود (396248) فتاة ثم منطقة الرياض بوجود (327427) فتاة وفي المنطقة الشرقية (228093) فتاة ثم المنطقة الشمالية ووصل عدد العوانس فيها إلى (159.392) بينما وصل مجموع العوانس في المنطقة الجنوبية من السعودية إلى (311199) عانس. وأوضحت الدراسة أن عدد الفتيات المتزوجات في السعودية بلغ مليونين و(638) ألفاً و(574) امرأة من مجموع عدد الإناث البالغ أربعة ملايين و(572) ألفاً و(231) أنثى. وترتفع المهور بشكل لافت مما حدا بالمسئولين إلى السعي في تشكيل لجان خيرية لمساعدة الشباب على الزواج بتحمل جزء من تكلفة مستلزمات الزواج عنهم, وفي شكل موازٍ تنتشر مؤسسات الإسكان الخيري التي تبني شققاً سكنية وتؤجرها بمبالغ مخفضة للمتزوجين حديثاً وفق أولويات الترشيح. كما ظهرت هناك دعوات إلى تقليل المهور وتكاليف الزواج للحدّ من ظاهرة العنوسة. مهور ويقول الشاب «عمران يوسف المحمود» موظف: إن المهور الضخمة التي تطلب من الرجال وتثقل كاهلهم مستقبلا من الأسباب الرئيسية التي تجعل الشباب يبحث عن زوجة مناسبة في مهرها وتكاليف زواج ميسر من خارج بلاده ولا نريد سلب أخواتنا حقوقهن ولكن نأمل أن يكون الأمر على قدر المستطاع وماذا لو كان صداق إحدى النساء مئات الألوف كما نرى ونسمع اليوم وما هو منتشر وشائع في مجتمعنا. جمال وتروي «عائشه ر.م» قصتها بقولها: إننى منذ سنوات طفولتي و أنا أشعر من كل من حولي أننى على قدر بسيط جدا من الجمال أو أكاد أكون أقل بالرغم من أن لى أخوات بنات على قدر وفير من الجمال فكنت أشعر أنني أقل منهن كثيرا. وعندما التحقت بالجامعة تقدم لي شاب من جيراني لخطبتي وبعد فترة اختفى الشاب بعد أن قامت أمه وأخته الكبيرة بزيارتي في بيت والدي و قالت إنها ليست الزوجة المناسبة له فهو يريد زوجة من نوع خاص و أدركت وقتها أن النوع الخاص يعنى زوجة جميلة وتؤكد الآنسة «عايشة» أنها كانت وما زالت تشعر بالحرج الشديد من أهلها و بعد زواج اخوانها جميعا حيث جلست مع والدتها ووالدها اللذين يتحدثان عن مأساتها لأنها لم تتزوج و يعتبران وجودها عانس قضاء وقدرا وتصف عايشة حالها بانها تعيش المأساة بسبب تنكر الاهل والاقارب لها وهي التي لم تتأخر في مساعدتهم بما يحتاجون. الخارجوتضيف «حصة م . ن» معلمة في إحدى المدارس الابتدائية: إنها لم تتأخر في تقديم العون لأخوتها وإخوانها موفرة كل سبل العيش في سبيل مواصلة تعليمهم الا أنها تستغرب عدم الاهتمام بها بعد أن تجاوز بها العمر وأصبحت في تعداد العوانس كما يصفونها وتقول: إن زواج الشباب من الخارج يحمل بذور فشله لما له من العادات والتقاليد والقيم والنظام الاجتماعي التي تختلف كليا عن عاداتنا وتقاليدنا مؤكدة أنها ليست ضده على الإطلاق وأن هذا الزواج لأي سبب من الأسباب سيدخل الزوج والزوجة والأطفال في دوامة والبعض يرى أن نساء الخارج أجمل وأرخص وخير النساء أيسرهن مئونة إلا أن فرصة نجاح مشروع الزواج واستمراره أقل بكثير من زواج الداخل وإن كانت نساء الداخل أقّل جمالا.تعددوتقترح إحدى العانسات رمزت لها باسم «خديجة» تجاوز عمرها 45 عاما موظفة في أحد البنوك وتحمل شهادة الماجستير في معالجة وتدقيق الحسابات «زوجة واحدة لا تكفى» وعلى الشباب أن يتزوج أكثر من واحدة ممن فاتهن قطار الزواج وتؤكد خديجة أن بعض السيدات سوف ينتقدنها بهذه المشاركة بحجة أنها تدعو لزواج الرجل بأكثر من سيدة.. لكن الهدف الأسمى من وجهة نظرها هو محاربة الفساد و الانحرافات الأخلاقية تحت مسميات كثيرة مثل الشعور بالوحدة أو الفراغ أو الخيانة الزوجية أو إشباع الرغبات. ومحاربة الزواج السري «المسيار» فأيهما أفضل للزوجة أن يتزوج زوجها بغيرها بعلمها أم يخونها ويهمل واجباتها أيضا أود أن أحارب هجرة الشباب للخارج للزواج من أجنبيات.تكافؤ وتبين «منيرة» متقاعدة مبكرا وغير متزوجة بسبب تبنيها العلم أن الزواج الناجح والمستمر هو الذي يكون في الحد الأدنى من التكافؤ والتناغم بين الطرفين ماديا واجتماعيا وتعليميا وقيميا وتقول برأيها الشخصي إن الزواج من غير السعوديات يخرق هذه القاعدة رأسا على عقب فكثير من حالات الزواج من غير السعوديات تبين أنهن من مستويات اجتماعية وتعليمية ومادية متدنية مؤكدة أن الشباب هم المتسببون في ارتفاع العنوسة بين الفتيات في بلادنا.كارثيأما زميلتها المعلمة «نوال س . ح» جامعية تخصص لغة انجليزية تدرس في إحدى المدارس الأهلية الخاصة فقالت: إن توجهات الشباب بالزواج من خارج البلاد هو سبب من أسباب العنوسة هذا ولا تخفي المعلمة « نوال» وجود أسباب أخرى تنسبها لأولياء الأمور والفتيات أنفسهن موضحة أنها في يوم من الأيام رفضت الكثير من الشباب الذين تقدموا لها طالبين يدها إلا أنها رفضتهم جميعا بحجة طموحها والبحث عن شهادات التعليم العالي و عدد من أولئك الشباب قد اقترنوا بغير سعوديات وقد فشلوا و الزواج من غير السعودية على المدى البعيد كارثي على الأسرة ويهدد استقرارها ووحدتها ومهما تّذرع البعض بأن نساء الخارج أجمل وأرخص وخير النساء أيسرهن مئونة إلا أن فرصة نجاح مشروع الزواج واستمراره أقل بكثير من زواج الداخل وإن كانت نساء الداخل أقّل جمالا.آراء اختلفت آراء الكثير من الفتيات العوانس اللائي تحولن إلى آنسات بسبب رفضهن الزواج المبكر مما جعلهن في خانة العنوسة بدرجة الضياع حول “التعدد” ومع أن أغلب المتزوجات يرفضنه تماماً إلا أن الكثير من غير المتزوجات يعتبرن رفضه ظلماً لهن وخاصة من اقتربن من سن الأربعين ولم يتزوجن بعد، “العنود” التي تجاوزت الثلاثين رغبت الزواج بأي رجل متزوج حتى لو كان كهلاً وأيدتها في ذلك «هيا» 38 عاماً مشيرة الى أن رفض الزوجات من زواج أزواجهن بها أو بمثلها في هذه السن يعد “أنانية” لا معنى لها أو كما قالت: ”ليس من كانت يدها في الماء كمثل التي يدها في النار” فيما اعتبرت “مرام ” أن تعدد الزوجات لن يحل مشكلة “العنوسة” طالما أن الرجل المعدد لا يبحث إلا عن البكر الصغيرة الجميلة ويترك المتقدمات في السن «العوانس» واعترضت “مرام” على هذا القول موضحة أن “التعدد” شريعة الله وأن رفضه يعد اعتراضا على الأحكام الإسلامية المنزلة بالنصوص الشرعية مشيرة إلى أن رؤية “هناء” في التعدد هو إخلال من الرجل. ومع هذا المفهوم فإن “ بتينة” تؤكد أنه لابد من تفهم المرأة “ثقافة التعدد” مشيرة إلى أن زواج زوجها من أخرى ليس كرهاً فيها أو عدم الحب لها وتؤيدها في ذلك “وضحه” طبيبة نساء وولادة وترى أنه يجب على الزوجة البعد عن أقوال الأخريات الرافضات للتعدد طالما أنها سعيدة مع زوجها وتعرف أنه سوف يعدل بينهن طمأنت الزوجات أن أزواجهن لن يستطيعوا الزواج من أخريات مع وجود الأزمة الاقتصادية التي يمر بها معظمهم خاصة ذوي الدخل المحدود وتأتي “ابتسام” لتؤكد هذا القول مضيفة إن على الزوجة توفير الراحة النفسية للزوج وتعطيه كامل حقوقه البينية ولا تنشغل بأطفالها على حساب راحته ومتطلباته.“فاطمة” كان لها رأي مخالف تماماً عما سبق فهي ترى أن الزوجة الثانية تخفف عن الأولى.“مرام ـ 32 عاماً” و”أحلام ـ 24 عاماً” ليس لديهن مانع في الزواج من رجل متزوج حتى لو كان مسياراً، فمرام مع رفضها هذا الزواج إلا أنها تقول أنها تقبله لوصولها إلى سن قد لاتجد بعده رجلاً عازباً أما أحلام فإنها توافق على أن تكون الثانية أو زوجة “المسيار” خوفاً من أن يفوتها القطار لما رأته وعاشته من تجارب لصديقات ومقربات لها.الرجالويرغب «أحمد» موظف في إحدى الشركات المعروفة ومتزوج حديثاً في الزوجة الثانية رغم أنه حسب قوله لم ير من زوجته أي تقصير لكنه لا يمانع من الاقتران بزوجة أخرى لعله بذلك كما يقول قد اشترك في حل العنوسة في وسطنا الاجتماعي ويخالفه الرأي “محمد» و أشار إلى أن أسباب العنوسة ترجع الى رفض الفتيات أنفسهن فكرة الزواج المبكر مؤكدا أن الزواج من الثانية مشكلة لأنه بذلك سوف يتحمل عبئاً كبيراً في النفقة على البيتين ويرى «إبراهيم» متعلم مهني ويحمل وثيقة مبرمج حاسوب وغير متزوج” أن الزواج من أكثر من واحدة يخفف من “العنوسة” التي أصبحت منتشرة بين البنات وكثير منهن وصلن إلى مرحلة لا يحسدن عليها من التعب النفسي الذي لن يُحل إلا بالزواج حتى من رجل متزوج، ويؤيده في ذلك «مبارك» متزوج وعلى كل زوجة أن تساعد صديقاتها غير المتزوجات اللاتي وصلن إلى سن متأخرة بالتزويج من إحدى صديقاتها ممن تمر بهذا الوضع ثم يعشن في منزل واحد وبالتالي يخفف على أعباء وطلبات البيت.تساؤلاتفيما يؤكد “أبو محمد أن البنات في السابق يتزوجن منذ وقت مبكر ولا نعرف ما سبب العنوسة؟ هل زادت البنات أم أن الأولاد أصبحوا عازفين عن الزواج؟ أم هو غلاء المهور؟ عموماً أنا أؤيد الزواج من الثانية مشيراً إلى أن هذا سوف يقلل من العنوسة المستشرية في المجتمع مؤكداً أن التعدد في زمنه كان أمراً طبيعيًا، ومع هذا فهو يؤكد أن الحياة اختلفت فأصبحت المعيشة وغلاؤها وزيادة أسعارها هماً على الشباب حتى إن البعض منهم عزف عن الزواج نهائياً. “أبو رامي” يتساءل كيف نطالب الشباب بالتعدد وهو لايستطيع تحمل مصاريف البيت الأول موضحاً أن الأفضل له الاكتفاء بالأولى. “عيسى” لا يؤيد ما قاله أبو رامي فهو يرى أن الزواج من الثانية حل لمشكلة العنوسة ويؤكد أن من يتقدم لإحدى بناته الخمس إذا رضي بخلقه ودينه فانه سوف يزوجه ابنته حتى لو كان متزوجاً من قبل ثلاث زوجات مشيراً إلى أصغر بناته قاربت الثلاثين من عمرها ولم تتزوج. اختياري“أبو عبدالعزيز” لديه خمس بنات أصغرهن وصلت إلى سن الخامسة والثلاثين وجميعهن كما يؤكد على خلق ودين وجمال ويمتلكن المال ثلاث منهن معلمات واثنتان طبيبتان يقول لم أتدخل في حياتهن فهن اللاتي عزفن عن الزواج مقابل إكمال الدراسة خاصة الطبيبتين موضحاً أنهن الآن نادمات على ذلك ويرغبن بالزواج من أي رجل كبيرا أم صغيرا متزوجا أم غير متزوج. تقليدوأوضح أستاذ الفقه والدراسات الإسلامية في كلية المعلمين في الإحساء وإمام وخطيب جامع المالح الشيخ «عادل العبد القادر» ان ظاهرة العنوسة في أي من المجتمعات التي نعيشها اليوم ترجع للتقليد التي ليس فيها من عاداتنا وتقاليدنا من شيء مؤكدا انها ترهق الشباب بكثرة المطالب والمغالاة فى المهور. متمنيا العودة للدين والالتزام و الانضباط. عملا بحديث الرسول صلى الله عليه و سلم «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض» وقد يحدث عندما ننظر لأشياء أخرى غير الدين والخلق. فننظر للمستوى المادي والاجتماعى مما قد يؤدى لوقوع الطلاق. لذا فنحن نسهم فى اختلاق العديد من المشاكل و الجرائم بالمجتمع بكثرة مطالبنا وتشددنا المبالغ فيه.. فالأسرة تكون سكنا للزوج و الزوجة و تجعل كل طرف مشغولا بحياته و مشغولا بالطرف الآخر..أما عدم الزواج فيؤدى للوحدة والشعور بالغربة..ويناشد «العبد القادر» الآباء والأمهات بالتخفيف على الشباب الراغب فى الزواج للقضاء على العنوسة وما يترتب عليها من آثار سيئة على الفرد و المجتمع.