في الحياة مصائب كثيرة لكن أشدها ابتلاء الإنسان أو أحد أحبابه بالإصابة بالمرض الخبيث «السرطان» فهو مرض يفتك بالإنسان ويكون سببا في وفاته بعد وقت قريب ولقد تعرضت كثيرات من النساء للإصابة بهذا المرض الخبيث بأماكن مختلفة لكن اجتمعن جميعهن على موضوع واحد وهو مشاركتهن الآلام نفسها والمعاناة هن وكل من يحبهن من وقت معرفتهن بوجود هذا الورم وخلال مراحل العلاج وبعدها.ولأن هناك كثيرات خسرن إنسانا عزيزا بسببه أحببنا مشاركتهن معاناتهن ودعمهن وبعث الثقة بالله تعالى والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره في نفوسهن ومواساتهن من أجل أن يتسلحن جميعهن بالقوة والإيمان والصبر للتجاوز من هذه المحنة.ومن هنا جمعنا بعض تجارب نساء قويات ابتلين وعانين مع هذا المرض ومراحل علاجه المؤلمة ومع دعائي لهن بالشفاء العاجل والقوة على تحمله وتقبله نستشفي معهن تجاربهن الشخصية مع هذا المرض.أجرومع إحدى التجارب المشاركة معنا قالت (أم سعد ): تجربتي مع مرض السرطان بدأت مبكراً في مرحلة الشباب وكنت وقتها غير متزوجة وأخضع للعلاج والحمد لله شفيت منه وتحسنت حالتي كثيرا وتزوجت من إنسان طيب تزوجني وهو يعلم بمصابي ولكن ذلك لم يمنعه من الزواج مني واستمرت حياتي وأنعم الله علينا بطفل رغم أن الأطباء كان يحذروننا من الإنجاب في مثل حالتي لكن الله لطف بنا ورزقنا وهذه نعمة منه سبحانه لكن فرحتي لم تكتمل فلقد عاودني المرض واكتشفت ذلك بعد إجراء أحد الفحوصات المعهودة لي حيث أخبرني الأطباء بوجود سرطان في الثدي ولقد كان وقع الخبر علي قويا فكنت أحسب أن الأمر انتهى وأنني شفيت لكن قدر الله وما شاء فعل لكن زاد الألم أكثر من معرفتي بوجوده أول مرة فأنا الآن أفكر في زوجي وابني وكيف سيكون حالي معهما ومع فترات العلاج من هذا المرض الخبيث لكن نحن مؤمنين وإيماننا يحتم علينا الصبر عند المصيبة والاتكال على الله واحتساب الأجر لذلك هدأت وتوكلت على الله وعدت لوعيي وبدأت أعي الحقيقة وعدم الاستسلام والمقاومة ووجدتني أفكر في حجم الورم وما مدى انتشاره وما هي الخطوة التالية وأكثر ما أثر فيي وقتها هو مساندة ومساعدة زوجي وأهلي لي على كيفية تقبل المرض ومحاربته بالعلاج وقراءة القرآن حيث كنت بالفعل في حاجة لكل دعم نفسي لرفع معنوياتي والاستمرار في الرغبة في العيش ولقد كانوا هم قوتي التي جعلتني أحاول أن تكون حياتي طبيعية كما كانت قبل المرض.وأضافت أم سعد بقولها: بعد الموافقة على إجراء العملية لإزالة الورم والقبول بالعلاج بالكيميائي كانت هذه أصعب مرحلة لأن الألم والمعاناة كان بها كبير بسبب الآثار الجانبية للعلاج بالكيماوي وما يصاحبه من دوار وغثيان وضعف عام وتساقط للشعر لكن بالصبر ولله الحمد تعاملت مع المرض والإيمان بالله كان يقويني فشعري سينمو مرة أخرى إن شاء الله والتفاؤل وحب الحياة والثقة بالله سر الشفاء من هذا المرض وأيضا المقاومة والتقرب إلى الله بالتضرع إليه والصلاة وكثرة الدعاء فمرحلة العلاج الكيماوي تحتاج للقوة والثبات وكل هذا كنت أجده بقراءة القرآن. صدمةوفي حالة أخرى مختلفة بتفاصيلها قالت المصابة ( ب . ص ) : منذ مرضت بهذا الورم الخبيث وأنا حياتي تغيرت أصبحت أكثر قوة وإيمانا بالقضاء والقدر أما عن كيفية معرفتي بوجوده فكنت قبل ما يقارب ستة أعوام أشكو من آلام شديدة في معدتي وإرهاق أغلب الوقت ولم أكن وقتها أشكو من شيء فذهبت للمستشفى لإعطائي فيتامينات لكن الطبيب طلب مني إجراء بعض التحاليل للاطمئنان ومن ثم يعطيني العلاج المناسب وبالفعل أجريت العديد من الفحوصات وجاءت النتيجة عندما اكتشف الطبيب وجود سرطان بالمعدة وعليه طلب مني الدخول للمستشفى للتنويم ولقد كانت صدمتي بالخبر كبيرة وقت أخبروني وجاء الخبر القاضي وهو أن حالتي متأخرة جدا والأمل ضعيف بنجاح العلاج فبكيت لكن مع الوقت تقبلت الوضع وكان أملي بالله كبيرا وبدأ مشوار العلاج باستئصال جزء من المعدة فوافقت وتوكلت على الله وبعد إجراء الجراحة وتماثلي للشفاء أخذت أدعو الله كثيرا بأن يشفيني من هذا المرض وبين مرحلة العلاج بالكيماوي والعلاج بالقرآن الصبر كان هو مفتاح الفرج بالنسبة لي والدعاء وفي كل مرة يزفون لي الأطباء بخبر سيء وأن المرض انتشر في أعضاء أخرى كنت أكثر من الدعاء وقراءة القرآن والاستغفار وأيضا كنت أتناول علاجا شعبيا بالإضافة للعسل وفي آخر مرة زرت فيها المستشفى انذهل الأطباء من صحتي التي تتحسن وتتطور باستمرار والتحاليل التي صدموا من رؤيتها وقاموا بنقلي إلى مركز الأبحاث الطبية بالرياض وإلقاء بعض الأسئلة علي وعن كيفية طعامي وماذا تناولت في هذه الفترة وما الذي حدث حتى اختفت الأورام وتماثلت بعدها للشفاء والحمد لله وانا الآن لي عشر ة اعوام بعد أن شفيت تماما وأقول هذا من فضل ربي.اكتئاب(هنادي . ع ) كانت لها تجربة لا تخلو من الحزن والطرافة وأما الحزن عند علمها بإصابتها وأما الطرافة فكانت عند تساقط شعرها فإلى قصتها حيث تقول : الحمد لله على كل شيء فأنا حتى الآن أتعالج من هذا المرض الذي اكتشفت وجوده وأنا شابة ما زلت شابة وغير متزوجة وربما هذا ما أحزنني أكثر وأصابني بحالة أشبه بالاكتئاب والانغلاق على نفسي بسبب حزني الشديد وأنصح كل سيدة بإجراء فحوصات دورية وبشكل منتظم لمعرفة أن كن مصابات بهذا المرض مبكرا ومعالجته قبل تفاقم الأمر ووصوله لمرحلة حرجة كما حصل معي فلقد اكتشفت وجود كتلة صغيرة نوعا ما في صدري أهملتها بالبداية ولم أبال لكن مع الوقت أحسست بالأم شديدة و تزيد مع زيادة تضخم واضح في تلك المنطقة هنا أصابني القلق وشعرت بالخوف وذهبت للمستشفى وأجروا لي فحوصات وأشعة وجاءت الصدمة عندما أخبروني بأنني مصابة بورم خبيث وقتها لم أتمالك نفسي وأخذت بالبكاء وحزنت كثيرا عند تلقي الخبر لكن رجعت واستعنت بالله ودعوت أن يمدني بالقوة لتجاوز المحنة هذه وبدأت رحلت العذاب والعمليات لاستئصال الورم والعلاج بالكيماوي .وأضافت هنادي : أكثر ما أثر فيي بعد عملية استئصال الورم هي فترة العلاج بالكيماوي فهو مؤلم ومضاعفاته مؤثرة علينا خاصة النساء لأن بعده يتم تساقط شعر رأسنا حتى نخسره كليا وشعر المرأة تاج وغال ولا أنكر أنني لم أتجاوز هذه المرحلة بسهولة ولم أتقبل فكرة سقوط شعري لكن ما الجدوى شئت أم أبيت سوف يسقط فصبرت وتوكلت على الله وكل أمر توكله لله يهون ويصغر .كتلة غريبة(أم هبة ) هي آخر المشاركات في هذا الجزء حيث اختصرت تجربتها بقولها : بدأت قصتي عندما أحسست بكتلة غريبة في صدري وشعرت بالخوف فأنا اسمع كثيرا عن هذا المرض الخبيث لكن لم أتخيل أنني سوف أصاب به في يوم من الأيام خاصة أنني لم أشعر مع وجود هذه الكتلة بأي الأم ولم أعان من التهابات لكن مع ذلك راجعت المستشفى للاطمئنان وصعقت عندما كشفت علي طبيبة أمراض نسائية وقالت يجب أن تجري بعض الفحوص لاحتمال وجود ورم في هذه المنطقة وحولتني إلى طوارئ المستشفى وفحصني جراح متخصص وقال أن هذا الشيء غير عادي ويجب اخذ عينه فكانت النتيجة ايجابية لوجود مرض السرطان في الثدي وحولني إلى المستشفى العام لأخذ العلاج وقمت بالفحوصات الإشعاعية تحت إشراف أطباء متخصصين في الأورام وبعدها بدأت رحلة العلاج الكيماوي المؤلمة ومراحل تساقط شعري والمضاعفات المرهقة لكن مع الوقت والصبر تحسنت حالتي لكن بعدها بفترة عاودني الألم لكن في مكان آخر هذه المرة كان في العظام وبدأت مرة أخرى مرحلة العذاب والعلاج الإشعاعي من أجل تخفيف الألم ثم عاودت للعلاج الكيماوي ومنذ قرابة شهرين توقف علاجي بالكيماوي لتحسن حالتي ونصحني الطبيب المعالج بالقيام بفحوصات دورية كل 6 شهور من أجل متابعة التطورات والحمد لله أنا أفضل وأتحسن لكن الخوف من عودة المرض لي تشعرني بالحزن. البعض لا يهده المرض وإنما تهده الحالة النفسية التي ترافق المرض .. واليأس والاستسلام له.. وهذا لم يمر في ذهن السيدة ( س – ج) التي حوت قصتها على أدوار بطولة لم تقتصر عند علمها بأنها مصابه بالمرض الخبيث ولكن حياتها كانت مليئة بمشاهد البطولة والاجتهاد .. ولم يستغرب محبوها أن تكون أقوى عند أصابتها بالسرطان .. وكانت كلمة السر الخاصة بها هي إيمانها القوي بالله تعالى وما يكتبه لها وكان هذا أيضا شعارها طيلة حياتها..ابتسامتها لم تختف يوما ما وكان هذا ما يميزها .. وجميع المقربين لها ومن حولها توقعوا أن تغيب ابتسامتها على الأقل لفترة معينة ومن ثم تعود بعدما تجد لها مخرجا أو يعجل الله تعالى بشفائها .. هي لم تكن على ما توقعه أهلها بل كانت أقوى وابتسامتها لم تغب يوما بل أصبحت أكثر من ذي قبل فمن كان رجاؤه في الله تعالى قويا يكن في عونه ولا يفارقه بل يقرب منه أكثر .. بدأت قصة تلك السيدة المؤمنة بقضاء الله تعالى وقدره عندما علمت بأنها مصابة بذلك المرض الخبيث فلم تبلغ أحدا وخصوصا أبناءها الذين تعودوا أن تكون أمهم بطلة حياتهم وقصتهم وتفاصيل حياتهم فكان اعتمادهم عليها كثيرا جدا فهي من أسست حياتهم وأرضعتهم الرجولة والقوة والصمود عند المحن..اخبروها بما فيها وحملت ذلك في صدرها ورويدا رويدا حتى استطاعت تمالك نفسها وأخبار من حولها بدون استثناء وأبلغتهم بأنها مؤمنة وان ذلك لم يجزعها وان ثقتها برب العالمين عز وجل كبيرة جدا وطلبت منهم عدم الخوف ومساعدتها نفسيا حتى تتخطى هذه المحنة .. وفعلا حصل لها ذلك ..وأصبحوا معها ومشغولين بشغلها وهي تمارس حياتها بطبيعتها وتذهب إلى عملها وتعود إلى عملها حتى حان موعد عمليتها في استئصال جزء من أعضائها بعد خضوعها إلى جلسات العلاج الكيميائي ..وبعد نجاح العملية وهي على فراش المرض كانت تستقبل اتصالات أحبائها وأقاربها ومن وضعت بصمة في حياتهم وهي تضحك وكلمات الخير لا تفارق شفتاها ولسانها رطب بذكر الله تعالى .. هي اختصرت قصتها بكلمة : كن مع الله يكن معك.