قالت (م. د) لـ«عكاظ»، وهي مواطنة معافاة من الإدمان، «إن السبب الرئيسي في إدمان الفتيات ينطلق أولا من المشاكل الأسرية، ثم ظاهرة المسترجلات، التي بدأت تنتشر بين الفتيات خاصة طالبات المدارس، حيث تتخذ الواحدة منهن من المسواك والسيجارة والمسبحة في اليد، وقصة الشعر واللبس، طريقا خاطئا للبحث عن ذاتها، وينتهي بها الأمر إلى إثبات نفسها بتعاطي الحبوب المخدرة. وأكدت أن لبعض الصديقات تأثيرهن الكبير على الفتيات، ويتحولن إلى عامل رئيسي في التعاطي، خاصة عندما يكون هناك خروج إلى المتنزهات دون رقابة، وأضافت أن أعراض التعاطي، التي تظهر على الفتاة، تتضح من خلال سلوكها وغضبها وانطوائيتها.روت لـ«عكاظ» قصة إدمانها، وقالت إنها وقعت في براثن هذا الداء عندما بدأت باستخدام الحشيش المخدر، وبدأت في استخدامه مع زوجها الذي كان يتعاطاه «كنت أتعاطى معه، وكان بيننا مشاكل كبيرة، تنتهي بأخذنا جرعة مخدرة من الحشيش، وكلما كانت المشاكل تستمر زاد حرصنا واستمرارنا على التعاطي لمدة عشر سنوات، بدأت عندما كنت في عمر 20 عاما، ثم انفصلت عن زوجي، ووصلت إلى مرحلة صعبة في عالم المخدرات، حيث اكتشفت أن الحشيش لم يعد كافيا لي، فبدأت البحث عن أي شي آخر، وجربت أنواعا كثيرة جداً من المخدرات، سببت لي ضغوطات نفسية وأسرية صعبة جداً، ووصلت إلى مرحلة لا أستطيع السيطرة فيها على نفسي، وأصبحت أتعاطى ليس للكيف، وإنما للتغلب على المضاعفات الجسمية التي كنت أواجهها ولا أتحملها، وبدأ ذلك يتضح على جسمي، عندها بدأت بالبحث عن حلول أخرى مناسبة».وأضافت: بدأت أسرتي في البحث عن طرق لعلاجي خارج المملكة، وفعلا سافرت للعلاج في المصحات النفسية، وكان علاجي دوائيا فقط، ولم تكن هناك برامج إرشادية ووقائية، وكنت آخذ العلاج فقط؛ لتخفيف الألم إلى أن وصلت إلى مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام، الذي وجدت فيه ضالتي، وأصبحت الآن إحدى المعافيات اللاتي يسهمن في مساعدة الأخريات على تجاوز مرحلة الإدمان والشفاء التام منها. وأنهت حديثها بمطالبة إدارات التربية والتعليم للبنات، والمعلمات، بتشديد الرقابة على الطالبات؛ للحيلولة دون انتشار تلك الظاهرة التي ستكون عواقبها وخيمة على المجتمع بشكل كامل. من الجدير بالذكر، إن ثلاث نساء التحقن لأول مرة على مستوى المملكة، في الدورات التدريبية لمرشدي التعافي، التي ينظمها مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام، وتستمر سنة وستة أشهر، وتهدف إلى إعداد وتأهيل مرشدي التعافي وضمهم إلى فريق علاج مرضى الإدمان.