مع سطوع الفضائيات بأجمل المذيعات اللاتي تم اختيار الواحدة منهن بين مئة ألف امرأة أو أكثر، واكب على تجميلها - فوق ما هي حلوة أصلاً - خبراء المكياج والأزياء والأضواء، وأطباء التجميل والأسنان..  ومع انهمار شاشة النت بملكات الجمال أجساماً ووجوهاً وابتسامات، ابتدأ بعض الشباب يطلبون شروطاً تعجيزية في زوجة المستقبل، وكأن الواحد منهم يريد زوجة تقفز له من شاشة السينما أو تظهر له فجأة - وبكامل الحلاوة والبهاء - من نافذة التلفزيون.  ولو طبق الأخ هذا القياس الفاسد لما قبلت بحضرته فتاة تعامله بالمثل، فالفضائيات تعرض أيضاً أروع الرجال وسامة، وأبدعهم شكلاً وقامة، من ممثلين ومذيعين فهل يقبل عاقل أن يعلق مستقبل حياته على انتظار أشباح وصور لا تتحقق ولا في الخيال؟!  إن الشاب - أو الشابة - من هؤلاء الخياليين الذين ينشدون الكمال في شريك الحياة وهم غير كاملين ولا قريبين من الكمال، ولا يوجد في بشرنا كمال أصلاً فالكمال لله، أقول إن أمثال هؤلاء يذكرني بشروط وضعها خالد بن صفوان لامرأة يريد الزواج منها، فقد كان غنياً مشهوراً وفصيحاً ذلق اللسان، فذهب لخاطبة خاصة بعلية القوم، تعرف أجمل وأفضل الفتيات.. فقال لها: أريد زوجه ولكن لي شروطاً! نظرت إليه متحدية لأن عندها الأفضل وقالت: قل شروطك!.. فقال: «أريد امرأة جميلة من بعيد، مليحة من قريب، عزيزة في قومها، ذليلة في نفسها، قد كانت في غنى هائل ثم أصابها فقر قريب، فمعها نعمة الغنى وذل الفقر، إن اجتمعنا كنا أهل دنيا، وإن خرجت عنها صارت من أهل الآخرة..) فقاطعته قبل أن يسترسل في المزيد من الشروط:  خلاص إعمل لها رحمك الله تجدها في الجنة!! * نقلاً عن صحيفة "الرياض"، الثلاثاء 23 رمضان 1432 (23 أغسطس 2011).