بلادنا بشكل عام يميل طقسها إلى الحرارة، إلا أن الحرارة تزداد ضراوة لو أقدم أحدهم على الزواج من ثانية، وقد تشتعل الحرائق في المنزل في الوقت الذي لم يتدرب رجال الدفاع المدني ولا نساؤه على إخماد هذه النار. وطالما الأمر كذلك، فلماذا يقوم البعض بهذه المغامرة غير المحسوبة العواقب؟ قد يقول قائل إن الله أحل ذلك ولا بأس في ذلك، لكنه قرن الأمر بالعدل (وإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة) وهي مسألة أسهب الفقهاء في الحديث عنها. وأذكر قبل أكثر من عقدين من الزمان كان الدكتور حسن نصيف - يرحمه الله- يكتب في إحدى الصحف بعض (الحلمنتيشيات) وبعضها باللغة العامية (البلدي) وقص على القراء قصة جاره الذي كان يواظب على حضور صلاة الفجر ثم بدأ ينقطع عن المجيء إلا نادراً حتى علم أنه تزوج بأخرى، وكان في الخمسينيات، فكان الدكتور نصيف يقول: عند الخمسين تحلى الكتاكيت وتصير كخه إلا في البيت، وكان يرمز بكلمة كتاكيت بالشابات صغيرات السن، والبطر الذي يصيب بعض الرجال على زوجاتهن، ورغبتهم بالاقتران بالشابات، والنظر إلى زوجته الأولى بأنها لم تعد صالحة له. ويستطرد الدكتور نصيف – عن غياب جارهم عن الصلاة في المسجد إلى ان شاهدوه في إحدى المرات يسعل بشدة، ثم رآه فيما بعد يتكىء على العصا ويسعل، وكيف انتهت القصة بنصيحة قدمها لجاره بعدم الاقتراب من (الكتاكيت) ومشاهدتهم (من بعيد لبعيد). ويروى في الأدب العربي أن السيد عبدالعزيز الديريني كان يقول: إياك أن تتزوج على امرأتك أو تتسرى عليها إلا ان وطنت نفسك على نكد الدهر، ولما أوقعه الله تعالى فيما كان يحذر الناس منه وتزوج على امرأته أنشد يقول: تزوجـــت اثنتين لفـــــــرط جهلي وقد حـــاز البــــــلا زوج اثنتين فقلـــت أعيــش بينهمـــا خروفــــاً أنعـــــــم بين أكـــــــرم نعجتيـــــــن فجاء الحال عكس الحال دوماً عذابـــــــــــاً دائمــــــــــــــاً ببليتيــــن رضــا هذي يهيج ســخط هذي فما اخلو من إحدى السخطتين لهذي ليلــــــة ولتــــــلك أخـــــــــرى نقــــــــــار دائمـــــــــا في الليلتيــن إذا مــا شئت أن تحيــــا سعيداً من الخــيــــرات مملـــوء اليدين فعش عزبـــاً وإن لم تســـــتطعه فواحــــــــدة تكفــــــي عســـكرين ويقال إن الإمام الزمخشري، وهو أحد علماء اللغة العربية كان يرفض الزواج تماماً إلا أن أصدقاءه يلحون عليه ويشجعونه على الإقدام عليه، وأقدم وتزوج ولكنه ندم بعد الزواج فسألوه عن حاله فقال: تزوجت لم أعلم وأخطأت لم أصب فيا ليتني قد مت قبل التزوج فوالله لا أبكــــي على ساكن الثرى ولكنني أبكــــــي على المتزوج.